صناعة التزلج العالمية تزدهر مع الابتكارات التقنية والتحولات المستدامة، ومن المتوقع أن تصل قيمة السوق إلى 7.2 مليار دولار بحلول عام 2028
تشهد صناعة معدات التزلج العالمية توسعًا قويًا مدفوعًا بالاختراقات التكنولوجية، والمشاركة المتزايدة في الرياضات الشتوية، والتركيز المتزايد على الاستدامة، وفقًا لتقرير جديد صادر عن Grand View Research. السوق بقيمة
5.1 مليار في عام 2023، من المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.8
7.2 مليار دولار أمريكي حيث يطلب المستهلكون معدات عالية الأداء وصديقة للبيئة
تعمل الابتكارات الرئيسية على إعادة تشكيل القطاع، حيث تستثمر الشركات المصنعة الرائدة بكثافة في علوم المواد وتصميمها. أطلقت علامات تجارية مثل Salomon، وAtomic، وBurton نماذج تزلج متقدمة تتميز بمركبات ألياف الكربون، وملامح ديناميكية هوائية، وأنظمة مرنة قابلة للتعديل، مما يعزز الاستقرار والقدرة على المناورة عبر التضاريس المتنوعة. على سبيل المثال، تدمج أحدث سلسلة S/Max من سالومون "Energyzer Core" الخاص الذي يقلل الوزن بنسبة 15% مع تعزيز قبضة الحافة، مما يلبي احتياجات كل من الرياضيين المحترفين والمتزلجين الترفيهيين. وفي الوقت نفسه، قدمت بيرتون خط ألواح التزلج "Flight Attendant" مع جدران جانبية مطبوعة ثلاثية الأبعاد، مما يوفر أنماطًا مرنة قابلة للتخصيص تتكيف مع أنماط الركوب الفردية - وهي ميزة لاقت صدى قويًا لدى المستهلكين الأصغر سنًا.
لقد برزت الاستدامة باعتبارها اتجاهًا محددًا، حيث يعطي المستهلكون الأولوية بشكل متزايد للمنتجات الصديقة للبيئة. يستجيب اللاعبون الرئيسيون من خلال اعتماد المواد المعاد تدويرها، والراتنجات القابلة للتحلل، وعمليات الإنتاج المحايدة للكربون. كشفت شركة Atomic، وهي شركة تابعة لشركة Amer Sports، مؤخرًا عن مجموعة التزلج "Green Grip"، المصنوعة من الألومنيوم المعاد تدويره بنسبة 85% والإيبوكسي النباتي، مما يقلل انبعاثات الكربون بنسبة 40% مقارنة بالنماذج التقليدية. قامت باتاغونيا، المعروفة بدفاعها عن البيئة، بتوسيع نطاق ألواح التزلج على الجليد بألواح مصنوعة من حواف فولاذية مُعاد تدويرها وقلوب خشبية تم حصادها بشكل مستدام، مصحوبة ببرنامج استرجاع يعمل على إعادة تدوير المعدات القديمة إلى منتجات جديدة. هذا التحول ليس أخلاقيا فحسب، بل تجاريا أيضا: ويشير التقرير إلى أن معدات التزلج ذات العلامات البيئية تمثل الآن 23٪ من المبيعات العالمية، مقارنة بـ 12٪ في عام 2018.
ويتغذى نمو السوق أيضًا على زيادة المشاركة في الرياضات الشتوية، خاصة في الاقتصادات الناشئة. وشهدت الصين، التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022، زيادة بنسبة 63% في زيارات منتجعات التزلج منذ عام 2019، حيث يتوجه أكثر من 30 مليون شخص إلى المنحدرات سنويًا. وللاستفادة من هذا الطلب، تعمل العلامات التجارية العالمية على توسيع تواجدها في المنطقة، حيث افتتحت شركة سالومون 25 متجرًا جديدًا للبيع بالتجزئة في الصين العام الماضي، في حين تعمل الشركات المصنعة المحلية مثل لي نينج على تطوير معدات تزلج بأسعار معقولة ومبنية على الأداء ومصممة خصيصًا للمستهلكين الآسيويين. تظل أمريكا الشمالية وأوروبا من الأسواق الرئيسية، مع تفضيل متزايد للتزلج في المناطق النائية مما يؤدي إلى زيادة الطلب على معدات متينة وخفيفة الوزن؛ ارتفعت مبيعات الألواح المقسمة (ألواح التزلج القابلة للتحويل للسفر صعودًا) بنسبة 45% في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين.
ومع ذلك، تواجه الصناعة تحديات، بما في ذلك اضطرابات سلسلة التوريد والمخاطر المرتبطة بتغير المناخ. وقد دفعت أنماط تساقط الثلوج غير المنتظمة بعض المنتجعات إلى الاستثمار في تكنولوجيا صنع الثلج، لكن هذا أثار مخاوف بشأن استخدام المياه. ولمعالجة هذه القضايا، يتعاون المصنعون مع المنظمات البيئية: فقد دخلت بيرتون في شراكة مع منظمة Protect Our Winters لتمويل العمل المناخي، في حين تعمل شركة Atomic على تطوير أساليب إنتاج موفرة للمياه. بالإضافة إلى ذلك، أدت التطورات في التجارة الإلكترونية إلى تبسيط عملية التوزيع، حيث تمثل المبيعات المباشرة للمستهلك 38% من إيرادات معدات التزلج في عام 2023، ارتفاعًا من 27% في عام 2020، حيث تستفيد العلامات التجارية من المنصات الرقمية للوصول إلى الجماهير العالمية.
وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع الخبراء أن يتسارع التكامل التكنولوجي - ومن المتوقع أن تكتسب معدات التزلج الذكية، المجهزة بأجهزة استشعار لتتبع مقاييس الأداء مثل السرعة وزاوية الحافة، قوة جذب. تقوم علامات تجارية مثل HEAD بالفعل باختبار نماذج أولية باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المدمج وأنظمة ردود الفعل في الوقت الفعلي، والتي تستهدف جيل الألفية البارعين في التكنولوجيا والجيل Z. ومع موازنة الصناعة بين الابتكار والاستدامة، يبدو أن مستقبل التزلج مهيأ للنمو، مع معدات توفر الأداء والمسؤولية البيئية.